فصل: (سورة الحاقة: الآيات 1- 8)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(21) {عيشة}: مصدر سماعيّ للثلاثيّ عاش باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، فهو على وزن مصدر الهيئة... ثمّة مصادر أخرى للفعل هي العيش زنة فعل بفتح فسكون، ومعاش زنة مفعل بفتح الميم والعين ومعيشة زنة مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وعيشوشة زنة فعلولة بفتح فسكون..
{راضية}، مؤنّث الراضي، اسم فاعل من الثلاثيّ رضي، وزنه فاعلة.
(23) قطوف: جمع قطف بكسر فسكون وزنه فعل بمعنى مفعول كالذّبح بمعنى المذبوح أي ما يجنى من الثمار، ووزن قطوف فعول بضمّتين.
(24) {الخالية}: مؤنّث الخالي، اسم فاعل من الثلاثيّ خلا يخلو باب نصر وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الخالو، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فأصبح الخالي، ووزن الخالية الفاعلة.
(25) {أوت}: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بضمّ فسكون ففتح.
(26) {أدر}: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بفتح فسكون فكسر.
(31) {صلّوه}: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يصلّون- بضمّ الياء وفتح اللام المشدّدة- أصله يصلّيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يصلّون... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر صلّوه، وزنه فعّوه.
(32) {ذرعها}: مصدر ذرع بمعنى قاس، أو اسم بمعنى الطول، وزنه فعل فتح فسكون.
{سبعون}، اسم عدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر السالم، وزنه فعلون بفتح فسكون.
{ذراعا}، اسم للطول أو للعضو المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء.
(34) {طعام}: قد يكون اسم مصدر لفعل أطعم الرباعيّ، بمعنى الإطعام، وزنه فعال بفتح الفاء... وانظر الآية (259) من سورة البقرة.
(36) {غسلين}: اسم لما يجري من الجراح إذا غسلت، وفي التفسير هو صديد أهل النار أو شجر يأكلونه، وزنه فعلين بكسر فسكون فكسر.

.البلاغة:

التخصيص: في قوله تعالى: {ثُمّ فِي سِلْسِلةٍ ذرْعُها سبْعُون ذِراعا فاسْلُكُوهُ}.
تقديم السلسلة على السلك، كتقديم الجحيم على التصلية للدلالة على الاختصاص والاهتمام، بذكر ألوان ما يعذب به، كأنه قيل لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة، كأنها أفظع من سائر مواضع الإرهاق من الجحيم.

.الفوائد:

- القلب:
وأكثر وقوعه في الشعر. ومنه قول رؤبة:
ومهمه مغبرة أرجاؤه ** كأن لون أرضه سماؤه

أي كأن لون سمائه لغبرتها لون أرضه، فعكس التشبيه مبالغة، وحذف المضاف.
وقال عروة بن الورد:
فديت بنفسه نفسي ومالي ** وما آلوك إلا ما أطيق

والأصل: فديت بنفسي ومالي نفسه. ومعنى ما آلوك ما أمنعك، ثم ضمن في البيت معنى المنح، أي ما أمنحك إلا ما أقدر عليه.
ومن القلب في الكلام (أدخلت القلنسوة في رأسي) و(عرضت الناقة على الحوض) و(عرضتها على الماء). ومنه قوله تعالى: {ويوْم يُعْرضُ الّذِين كفرُوا على النّارِ} وقال ثعلب في قوله تعالى: {ثُمّ فِي سِلْسِلةٍ ذرْعُها سبْعُون ذِراعا فاسْلُكُوهُ}: إن المعنى اسلكوا فيه سلسلة، ومنه قوله تعالى: {ثُمّ دنا فتدلّى فكان قاب قوْسيْنِ أوْ أدْنى} أصله قابي قوس، فقلبت التثنية بالإفراد، وهو حسن إن فسر القاب بما بين مقبض القوس وسيتها (أي طرفها)، ولها طرفان، فله قابان ونظير ما مر في الآية الكريمة قول ابن الأعرابي:
إذا أحسن ابن العم بعد إساءة ** فلست لشرّي فعله بحمول

أي فلست لشر فعليه ومن القلب قوله تعالى: {فعمِيتْ عليْهِمُ}، الأصل: فعميتم عنها. ومنه قوله تعالى: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} إن المعنى لتنوء العصبة بها، أي لتنهض بها متثاقلة والحاصل أن هذا الأسلوب وارد عند العرب وفي أساليبهم، وقد جاء به القرآن الكريم، وهو يمنح المعنى قوة وجمالا.

.[سورة الحاقة: الآيات 38- 52]

{فلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُون (38) وما لا تُبْصِرُون (39) إِنّهُ لقول رسُولٍ كرِيمٍ (40) وما هُو بِقول شاعِرٍ قلِيلا ما تُؤْمِنُون (41) ولا بِقول كاهِنٍ قلِيلا ما تذكّرُون (42) تنْزِيلٌ مِنْ ربِّ الْعالمِين (43) ولوْ تقول عليْنا بعْض الْأقاوِيلِ (44) لأخذْنا مِنْهُ بِالْيمِينِ (45) ثُمّ لقطعْنا مِنْهُ الْوتِين (46) فما مِنْكُمْ مِنْ أحدٍ عنْهُ حاجِزِين (47) وإِنّهُ لتذْكِرةٌ لِلْمُتّقِين (48) وإِنّا لنعْلمُ أنّ مِنْكُمْ مُكذِّبِين (49) وإِنّهُ لحسْرةٌ على الْكافِرِين (50) وإِنّهُ لحقُّ الْيقِينِ (51) فسبِّحْ بِاسْمِ ربِّك الْعظِيمِ (52)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة، {بما} متعلّق بـ {أقسم}، والعائد محذوف (الواو) عاطفة {ما} الثاني في محلّ جرّ معطوف على ما الأوّل {لا} نافية (اللام) في موضع لام القسم (الواو) عاطفة {ما} نافية عاملة عمل ليس {قول} مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما {قليلا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته {ما} زائدة لتأكيد القلّة..
جملة: {لا أقسم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تبصرون...} لا محلّ لها صلة الموصول الأول.
وجملة: {لا تبصرون...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: {إنّه لقول...} لا محلّ لها جواب القسم وجملة: {ما هو بقول...} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم وجملة: {تؤمنون...} لا محلّ لها اعتراضيّة.
42- 43 (الواو) عاطفة {لا} زائدة لتأكيد النفي {بقول} مثل الأول ومعطوف عليه {قليلا ما} مثل الأول {تذكّرون} مضارع محذوف منه إحدى التاءين {تنزيل} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو {من ربّ} متعلّق بـ {تنزيل}...
وجملة: {تذكّرون} لا محلّ لها اعتراض ثان.
وجملة: {(هو) تنزيل...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
44- 47 (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة {لو} حرف شرط غير جازم {علينا} متعلّق بـ {تقول}، {بعض} مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب لو {منه} متعلّق بـ {أخذنا} بتضمينه معنى نلنا {باليمين} متعلّق بحال من فاعل {أخذنا}، {ثمّ} حرف عطف {لقطعنا} مثل لأخذنا {منه} متعلّق بـ {قطعنا}، (الفاء) عاطفة {ما} نافية عاملة عمل ليس {منكم} متعلّق بحال من أحد {أحد} مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم ما {عنه} متعلّق بـ {حاجزين} خبر ما، وهو بحدف مضاف أي عن عقابه...
وجملة: {تقول...} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: {أخذنا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قطعنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {ما منكم من أحد...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
48- 51 (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة، (اللام) المزحلقة للتوكيد في المواضع الأربعة {للمتّقين} متعلّق بـ {تذكرة} {منكم} متعلّق بخبر أنّ {على الكافرين} متعلّق بنعت لـ {حسرة}...
والمصدر المؤوّل: {أنّ منكم مكذّبين} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي {نعلم}.
وجملة: {إنّه لتذكرة...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {إنّا لنعلم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {إنّه لتذكرة}.
وجملة: {نعلم...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {إنّه لحسرة...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {إنّه لتذكرة}.
وجملة: {إنّه لحق...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {إنّه لتذكرة}.
52- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر {باسم} متعلّق بـ {سبّح}...
وجملة: {سبّح...} في محلّ جواب شرط مقدّر.

.الصرف:

{الوتين}، اسم لعرق في القلب يجري فيه الدم إلى كل الجسم، وزنه فعيل بفتح الفاء. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(69) سورة الحاقة مكيّة وآياتها ثنتان وخمسون.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ

.[سورة الحاقة: الآيات 1- 8]

{الْحاقّةُ (1) ما الْحاقّةُ (2) وما أدْراك ما الْحاقّةُ (3) كذّبتْ ثمُودُ وعادٌ بِالْقارِعةِ (4) فأمّا ثمُودُ فأُهْلِكُوا بِالطّاغِيةِ (5) وأمّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صرْصرٍ عاتِيةٍ (6) سخّرها عليْهِمْ سبْع ليالٍ وثمانِية أيّامٍ حُسُوما فترى الْقوْم فِيها صرْعى كأنّهُمْ أعْجازُ نخْلٍ خاوِيةٍ (7) فهلْ ترى لهُمْ مِنْ باقِيةٍ (8)}

.اللغة:

{الْحاقّةُ} القيامة والساعة الواجبة الوقوع وهو اسم فاعل من حق الشيء وجب، وسيأتي مزيد حديث عنها في باب البلاغة.
{القارعة} القيامة والساعة أيضا لأنها تقرع القلوب بأهوالها، والقرع في اللغة نوع من الضرب وهو إمساس جسم لجسم بعنف وفي المصباح: وقرعت الباب من باب نفع طرقته ونقرت عليه.
{بِالطّاغِيةِ} بالواقعة المجاوزة للحدّ والمراد بها الصيحة.
{صرْصرٍ} الصرصر: الشديدة الصوت وقيل الباردة وتكرير الصاد والراء إشعار بتكريرهما.
{عاتِيةٍ} قوية شديدة وسيأتي مزيد بحث عنها.
{حُسُوما} سيأتي ذكرها في الإعراب والفوائد.

.الإعراب:

{الْحاقّةُ ما الْحاقّةُ} {الحاقة} مبتدأ أو هي نعت لمنعوت و{ما} اسم استفهام تعظيمي في محل رفع مبتدأ و{الحاقة} خبرهما والجملة الاسمية خبر {الحاقة} والرابط هو إعادة المبتدأ بلفظه.
{وما أدْراك ما الْحاقّةُ} الواو عاطفة و{ما} اسم استفهام للتعظيم في محل رفع مبتدأ وجملة {أدراك} خبر {ما} و{ما} الثانية اسم استفهام للتعظيم أيضا في محل رفع مبتدأ و{الحاقة} خبر والجملة الاسمية في محل نصب مفعول {أدراك} الثاني والثالث لأن أدرى ينصب ثلاثة مفاعيل ومعناه أعلم، وقد علقت أدراكم عن العمل بالاستفهام وعبارة أبي حيان: و{ما} استفهام أيضا مبتدأ و{أدراك} الخبر والعائد على ما ضمير الرفع في {أدراك} و{ما} مبتدأ و{الحاقة} خبر والجملة في موضع نصب بـ: {أدراك} و{أدراك} معلقة وأصل درى يتعدى بالباء وقد تحذف على قلة فإذا دخلت همزة النقل تعدى إلى واحد بنفسه وإلى الآخر بحرف الجر فقوله {ما الحاقة} بعد {أدراك} في موضع نصب بعد إسقاط حرف الجر.
{كذّبتْ ثمُودُ وعادٌ بِالْقارِعةِ} كلام مستأنف مسوق لبسط بعض أحوال الحاقة و{كذبت ثمود} فعل ماض وفاعل و{عاد} عطف على {ثمود} و{بالقارعة} متعلقان بـ: {كذبت}.
{فأمّا ثمُودُ فأُهْلِكُوا بِالطّاغِيةِ} الفاء عاطفة وأما حرف شرط وتفصيل و{ثمود} مبتدأ والفاء رابطة لجواب أما وأهلكوا فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل، و{بالطاغية} متعلقان {بأهلكوا} والجملة خبر {ثمود}.
{وأمّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صرْصرٍ عاتِيةٍ}
عطف على الجملة السابقة و{صرصر} و{عاتية} صفتان لريح.
{سخّرها عليْهِمْ سبْع ليالٍ وثمانِية أيّامٍ حُسُوما} الجملة صفة ثالثة لريح و{سخرها} فعل ماض ومفعول به والفاعل يعود على اللّه و{عليهم} متعلقان بـ: {سخرها} و{سبع ليال} نصب على الظرفية الزمانية {وثمانية أيام} عطف على {سبع ليال} و{حسوما} نعت لـ: {سبع ليال وثمانية أيام} أو مصدر منصوب بفعل من لفظه أي تحسمهم حسوما أو حال من مفعول {سخرها} أي ذات حسوم أو مفعول لأجله، وعبارة الزمخشري في هذا الصدد جيدة ننقلها فيما يلي لنفاستها: الحسوم لا يخلو من أن يكون جمع حاسم كشهود وقعود أو مصدر كالشكور والكفور، فإن كان جمعا فمعنى قوله {حسوما} نحسات حسمت كل خير واستأصلت كل بركة أو متتابعة هبوب الرياح ما خفتت ساعة حتى أتت عليهم تمثيلا لتتابعها بتتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء كرّة بعد أخرى حتى ينحسم، وإن كان مصدرا فإما أن ينتصب بفعله مضمرا أي تحسم حسوما بمعنى تستأصل استئصالا، أو يكون صفة كقولك ذات حسوم، أو يكون مفعولا له أي سخرها عليهم للاستئصال.
وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي: ففرّق بين بينهم زمان تتابه فيه أعوام حسوم.
أقول: فبينهم ظرف للتفريق إلا أنه أراد المبالغة بجعل التفرق بين أجزاء هذا الظرف أيضا فقال ففرّق بين بينهم زمان وإذا فرق بين الظرف فقد فرّق بين أصحابه بالضرورة فهو من باب الكناية.
{فترى الْقوْم فِيها صرْعى كأنّهُمْ أعْجازُ نخْلٍ خاوِيةٍ} الفاء عاطفة وترى القوم فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به وفيها متعلقان بتري والضمير يعود على الأيام والليالي أو على الريح وأعاده الزمخشري على مهابها و{صرعى} حال لأن الرؤية هنا بصرية، و{كأنهم} كأن واسمها و{أعجاز نخل} خبرها و{خاوية} نعت لـ: {نخل} أي ساقطة وجملة {كأنهم} حال من القوم ولك أن تجعلها مستأنفة.
{فهلْ ترى لهُمْ مِنْ باقِيةٍ} الفاء عاطفة وهل حرف استفهام معناه النفي أي لا ترى لهم وجعله بعضهم للإنكار ولا مساغ للإنكار هنا و{ترى} فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنت و{لهم} متعلقان بـ: {تري} و{من} حرف جر زائد و{باقية} مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول {ترى} أي من بقية أو من نفس باقية أو من بقاء كالطاغية بمعنى الطغيان.